اتعلم ما هي ذنوب الخلوات..؟؟
هل تعلم ما هي الذنوب التي تؤخذ في الخلوات؟
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِىُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حُدَيْجٍ
الْمَعَافِرِىُّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِى عَامِرٍ الأَلْهَانِىِّ
عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا .
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ .
قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
محمد حسين يعقوب حديث يخوف
يــــا الله ,, حديث تــكاد تُجن العُقـــول منه
فمن منـــا لم يُذنب بدون أن يراه النــــاس ولم يُراعــى أن الله يــراه
لو تأملنــا في الحديث لنجد أن الصنف الذي تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وســـلم هو صِنفٌ
يصـــوم ليس فقط رمـــضان وإنـــما نوافل أيضاً ,, ونجِدَهُ يقـــوم من الليـــل أيضاً...
أَيُعقـــل بعد كل هذا أن يُلقى فى النـــار ؟؟؟؟؟؟
فكان جواب النبي صلى الله عليه وســـلم أنه نعم يُعقل
وذلك بسبب شئ قد يحسبه البعض هيـــناً ولكنه والله عند الله عظيـــم.
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ، والعز والفلاح ، أطلق لحيته ،
ورفع ثوبه فوق كعبه ، وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ،
وحُسن سمتِه ...اختار من الجلساء أحسنَهم ، وغشي مجالس أفضلِهم ...الخ ،
ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ، وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته....
وجميـــل أن ترى البنت الملتزمة العفيفة الطاهرة أمـــام النـــاس قد تسترت بحجابها وجالست الصالحات
وقد تحفظ من القرآن ويذكُرهــا الناس بكلامِ طيب في مجالسهم ولكن الأجمـــل أن تُراعى الله
في خُلـــوتِها وأن تستُر قلبها عن الذنوب في خلوتها كما سترت جسمـــها عن الأجانب.
إيــــاكــمِ أن تجعلوا الله أهون النـــاظرين إليـــكـم
ذنوب الخلوات
قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه،
وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب المنكرات،
( وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً )
الإسراء:17
( وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة: 74
بل إن الإنسان ليقع في ذنب، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه،
فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا،
أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول الله تعالى
( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) البقرة:77
( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) التوبة: 78
ويحك يا هذا، إن كانت جراءتك ِعلى معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراكِ ،
فما أعظم كفركِ، وإن كان علمك ِباطلاعه عليك، فما أشد وقاحتكِ، وأقل حياءك ِ!!
( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ
مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً.... (النساء:108
من أعجب الأشياء أن تعرفِ الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له،
وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه،
وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته
وانظــر بارك الله فيكِ في هذه الآية ,, آية تقشعِرُ لها الأبـــدان
( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُم
وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ22)
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ )
فصلت:23،22].
أبـــعد ذلكــ كُله ما زلت مُصــِر على أن تنتهِكـ حُرُمـــاتِ الله ؟؟؟؟؟؟؟؟
,, فيــا عبد الله
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحســبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيــــبُ
يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله:
خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس
ويقول أيـــضاً: أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات
هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات
فيـــا أُخى رعـــاك الله وحَفِظك
إذا أغلقت دونكِ الباب واستدلت على نافذتكِ الستار وغابت عنك أعين البشر ،
فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ،تذكر من يرى
ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى *** فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سراً فما له *** على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا
لاتجعل الله أهون الناظرين إليك
ألا يعلم بأن الله يرى :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلــوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب
إن ذنوب الخلوات لا تدل إلا على ضعف إحساسنا بمراقبة الله عز وجل لنا في السر والعلانية ، فإن كنا نوقن فعلياً أنه يرانا فكيف نتجرأ على معصيته ، وكيف نجعله أهون الناظرين إلينا ، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم لا حول ولا قوة إلا بالله ، فأين نحن من درجة الإحسان التي عرّفها لنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )وذلك من الحديث المشهور الذي رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأين نحن من نصيحته صلى الله عليه وسلم لأبن عباس أتق الله حيثما كنت والمعني بقوله (حيثما كنت) السر والعلانية، مع الناس أو في خلوة.
* خطورة ذنوب الخلوات :-
لخص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية فقال رحمه الله (ذنوب الخلوات .. انتكاسات ، وطاعات الخلوات .. ثبات )
فلو رأيت أحدا ممن كان مشهوراً بالالتزام معروفاً عند أهل الخير والإقدام لو رأيته على حال أخرى ، لو رأيته وقد تبدل حاله وانتكس فأعلم أن الأمر لم يكن صدفة ولم يأتي بغتة ، فإنه بارز الله بالمعاصي في الخلوات حتى تكاثرت على قلبه فظهرت في العلن .
وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة ، فإن لها شؤماً يظهر في الوجه ويظهر في ضعف إقباله على الطاعات ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق )
وقال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد : ليحذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر! قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال:
الْمَعَافِرِىُّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِى عَامِرٍ الأَلْهَانِىِّ
عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا .
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ .
قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
محمد حسين يعقوب حديث يخوف
يــــا الله ,, حديث تــكاد تُجن العُقـــول منه
فمن منـــا لم يُذنب بدون أن يراه النــــاس ولم يُراعــى أن الله يــراه
لو تأملنــا في الحديث لنجد أن الصنف الذي تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وســـلم هو صِنفٌ
يصـــوم ليس فقط رمـــضان وإنـــما نوافل أيضاً ,, ونجِدَهُ يقـــوم من الليـــل أيضاً...
أَيُعقـــل بعد كل هذا أن يُلقى فى النـــار ؟؟؟؟؟؟
فكان جواب النبي صلى الله عليه وســـلم أنه نعم يُعقل
وذلك بسبب شئ قد يحسبه البعض هيـــناً ولكنه والله عند الله عظيـــم.
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ، والعز والفلاح ، أطلق لحيته ،
ورفع ثوبه فوق كعبه ، وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ،
وحُسن سمتِه ...اختار من الجلساء أحسنَهم ، وغشي مجالس أفضلِهم ...الخ ،
ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ، وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته....
وجميـــل أن ترى البنت الملتزمة العفيفة الطاهرة أمـــام النـــاس قد تسترت بحجابها وجالست الصالحات
وقد تحفظ من القرآن ويذكُرهــا الناس بكلامِ طيب في مجالسهم ولكن الأجمـــل أن تُراعى الله
في خُلـــوتِها وأن تستُر قلبها عن الذنوب في خلوتها كما سترت جسمـــها عن الأجانب.
إيــــاكــمِ أن تجعلوا الله أهون النـــاظرين إليـــكـم
ذنوب الخلوات
قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه،
وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب المنكرات،
( وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً )
الإسراء:17
( وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة: 74
بل إن الإنسان ليقع في ذنب، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه،
فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا،
أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول الله تعالى
( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) البقرة:77
( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) التوبة: 78
ويحك يا هذا، إن كانت جراءتك ِعلى معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراكِ ،
فما أعظم كفركِ، وإن كان علمك ِباطلاعه عليك، فما أشد وقاحتكِ، وأقل حياءك ِ!!
( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ
مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً.... (النساء:108
من أعجب الأشياء أن تعرفِ الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له،
وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه،
وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته
وانظــر بارك الله فيكِ في هذه الآية ,, آية تقشعِرُ لها الأبـــدان
( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُم
وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ22)
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ )
فصلت:23،22].
أبـــعد ذلكــ كُله ما زلت مُصــِر على أن تنتهِكـ حُرُمـــاتِ الله ؟؟؟؟؟؟؟؟
,, فيــا عبد الله
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحســبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيــــبُ
يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله:
خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس
ويقول أيـــضاً: أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات
هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات
فيـــا أُخى رعـــاك الله وحَفِظك
إذا أغلقت دونكِ الباب واستدلت على نافذتكِ الستار وغابت عنك أعين البشر ،
فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ،تذكر من يرى
ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى *** فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سراً فما له *** على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا
لاتجعل الله أهون الناظرين إليك
ألا يعلم بأن الله يرى :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلــوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب
إن ذنوب الخلوات لا تدل إلا على ضعف إحساسنا بمراقبة الله عز وجل لنا في السر والعلانية ، فإن كنا نوقن فعلياً أنه يرانا فكيف نتجرأ على معصيته ، وكيف نجعله أهون الناظرين إلينا ، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم لا حول ولا قوة إلا بالله ، فأين نحن من درجة الإحسان التي عرّفها لنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )وذلك من الحديث المشهور الذي رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأين نحن من نصيحته صلى الله عليه وسلم لأبن عباس أتق الله حيثما كنت والمعني بقوله (حيثما كنت) السر والعلانية، مع الناس أو في خلوة.
* خطورة ذنوب الخلوات :-
لخص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية فقال رحمه الله (ذنوب الخلوات .. انتكاسات ، وطاعات الخلوات .. ثبات )
فلو رأيت أحدا ممن كان مشهوراً بالالتزام معروفاً عند أهل الخير والإقدام لو رأيته على حال أخرى ، لو رأيته وقد تبدل حاله وانتكس فأعلم أن الأمر لم يكن صدفة ولم يأتي بغتة ، فإنه بارز الله بالمعاصي في الخلوات حتى تكاثرت على قلبه فظهرت في العلن .
وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة ، فإن لها شؤماً يظهر في الوجه ويظهر في ضعف إقباله على الطاعات ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ( إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق )
وقال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد : ليحذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر! قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال:
العبد يخلو بمعاصي الله عزوجل فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر!!